ثقافة وفن

مع اقتراب ذكرى رحيله.. قصة تلفون بدوي زبير تعود للواجهة

 

 

مع اقتراب الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل الفنان والشاعر الحضرمي أحمد يسلم زبير، المعروف بـ”بدوي زبير” وبلقب “بوصالح”، يعود إلى الواجهة أحد أبرز أعماله الشعرية التي وثّق فيها معاناة شخصية بأسلوب ساخر وإنساني، وهي قصيدة “قصة التلفون”.

 

بدوي زبير، الذي رحل في 18 نوفمبر 2000، يُعد من أبرز رموز الفن الحضرمي، إذ جمع بين الغناء والتلحين والشعر الشعبي، وترك إرثًا فنيًا فريدًا من نوعه لا يزال حاضرًا في الذاكرة الثقافية اليمنية.

 

قصيدة “قصة التلفون” تسرد بأسلوب شعبي رحلة الفنان إلى إدارة الاتصالات في مدينة شبام، حيث واجه تجاهلاً بيروقراطيًا وحرمانًا من خدمة الهاتف الأرضي، رغم مكانته الفنية والاجتماعية. في هذه القصيدة، عبّر زبير عن شعوره بالإقصاء، مستخدمًا لغة ساخرة تنبض بالصدق والمرارة، دون أن تفقد روحها الفنية.

 

القصيدة ليست مجرد شكوى، بل وثيقة فنية تعبّر عن واقع إداري واجتماعي عاشه كثيرون، وتُظهر كيف تحوّل الألم الشخصي إلى عمل فني يحمل رسالة أوسع، تتجاوز حدود الشكوى الفردية.

 

وفيما يلي نص القصيدة:

 

 

قصة ولا قصة التلفون

يال شبام سلام عليكم = مخلوق منكم وفيكم = باللي جرى ريتكم تدرون

من الصبح سرحت يا فالق = على الله الخالق الرازق = قبل الناس من نومهم يصحون

لما الإدارة أنا بدري = وقلت ما حد بشي يدري = وقصدت إدارة التلفون

دخلت سلمت على شاكر = وقلت باسمي عساك فاكر = فقال ذولاك لي يكتبون

شفت الكشف قال لي الحبشي = حصلت الكشف جم محشي = وكلين زعلان في الصالون

من الكشف الأول مسحونا = وأيضاً من الثاني دفرونا = والثالث إلى الدار هم يدعون

ما حد من الحبوش لبى بي = وقفلو في الوجه بابي = لي من الحوطة ومن سيئون

إن كان مانا مواطن = أو مانا في شبام ساكن = أعطونا تحويل لا لقطون

بدوي زبير من خلق معروف = لكننا في نظرهم عوف = وهم يسمعوا النغم والألحون

إن كان مانا أنا فنان = أو في نظرهم مش إنسان = ولا أنا في بالهم كرتون

يا الشهابي عمر وينك = يا ريتها شاهدت عينك = فوق البديوي كذا يفحسون

شي منقذه يا أهل بلادي = بوشيخ مسكين وهادي = من لي بهم بيتو يصرون

سلمان خلق خير مني = في الكشف حطوه بدل عني = وأنا نبرهص بذي لعيون

إلى عند من يا ناس بشكي = أو مثل النساء والسقل نبكي = يا للمذلة ويا للهون

 

 

رحم الله الفنان أحمد يسلم زبير (بدوي زبير – بوصالح) الذي ترك بصمة لا تُنسى في ذاكرة الفن الحضرمي صوتاً وإنساناً وشاعراً

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى